إطلاق الإقامة الذهبية في سلطنة عمان بميزات غير مسبوقة ودعم حكومي لحاملها .. تفاصيل

في السنوات الأخيرة، أقدمت دول عدة على تبني برامج تمنح المستثمرين والمبدعين إقامة طويلة الأمد بهدف تشجيع الاستثمارات ونقل الخبرات . وفي هذا السياق أعلنت سلطنة عمان عن إطلاق برنامج الإقامة الذهبية في عمان، وهو إجراء استراتيجي يسعى إلى زيادة جاذبية البيئة الاستثمارية وتوطيد أسس نمو اقتصادي متنوع ومستدام.

برنامج الإقامة الذهبية في عمان ليس مجرد آلية لإصدار تصاريح إقامة، بل أداة متكاملة لتحفيز المستثمرين على بناء مشاريع ذات أثر اقتصادي طويل الأجل، كما يتزامن إطلاقه مع عدة مبادرات حكومية مهمة منها مشروع "الشركات المجيدة" وخدمة نقل ملكية السجل التجاري إلكترونيًا عبر منصة "عُمان للأعمال" اطسزو بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .

الإقامة الذهبية في عمان: بوابة نحو بيئة استثمارية مستقرة

تسعى السلطنة عبر هذا البرنامج إلى تأمين مناخ استثماري يوفر الطمأنينة القانونية والاقتصادية للمستثمرين، ويمنحهم مساحة للتخطيط طويل المدى. توفر الإقامة الذهبية في عمان مزايا متعددة من بينها تسهيلات للإقامة، إطار قانوني واضح لأنشطة رجال الأعمال، وإمكانيات أوسع للتوسع في المشاريع داخل السلطنة.

تأتي هذه الخطوة في سياق السعي إلى رفع تنافسية عمان إقليميًا، مستفيدة من موقعها الجغرافي المتوسط بين آسيا وأفريقيا وأوروبا، بالإضافة إلى استقرارها السياسي وتطوير بنيتها التحتية لاحتضان استثمارات في قطاعات متنوعة كالسياحة والطاقة المتجددة والخدمات اللوجستية.

الشركات المجيدة: دعم الشركات الوطنية للانطلاق عالميًا

تواكب مبادرة "الشركات المجيدة" إطلاق الإقامة الذهبية في عمان، حيث تستهدف هذه المبادرة الشركات العمانية التي أظهرت أداءً تميّزًا وربحية مستدامة. تهدف المبادرة إلى تقديم حزمة حوافز تشمل تسهيلات إدارية، دعمًا تسويقيًا، وربما امتيازات تشغيلية تساعدها على المنافسة في الأسواق الخارجية.

من شأن هذه المبادرة أن تحوّل الشركات المحلية إلى علامات تجارية ذات حضور إقليمي ودولي، بما يرفع من مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي ويُعزّز من قدرات التصدير والابتكار داخل البلاد.

التحول الرقمي: تسريع المعاملات عبر منصة "عُمان للأعمال"

عبر إتاحة خدمة نقل ملكية السجل التجاري إلكترونيًا، تدخل سلطنة عمان مرحلة جديدة في تبسيط الإجراءات الحكومية. تمثل هذه الخدمة جزءًا من استراتيجية التحول الرقمي التي تستهدف تقليل الوقت والتكاليف المرتبطة بالمعاملات، وزيادة الشفافية وسهولة الوصول إلى المعلومات للمستثمرين المحليين والأجانب.

التحول الرقمي ينعكس أيضًا على جودة الخدمات المقدمة للشركات، ويخلق بيئة أعمال أكثر ملاءمة للنمو السريع، مما يدعم أهداف برنامج الإقامة الذهبية في عمان في جذب استثمارات ذات قيمة مضافة.

دور الإقامة الذهبية في جذب رؤوس الأموال وتنوع القطاعات

تُمكّن الإقامة الذهبية في عمان رؤوس الأموال الأجنبية من الاستثمار بثقة، ما يؤدي إلى زيادة تدفقات استثمارية في قطاعات مثل السياحة، العقار، الطاقة المتجددة، الصناعة والخدمات اللوجستية. هذه التدفقات تساهم في خلق فرص عمل جديدة، دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتحسين سلاسل القيمة المحلية.

كما أن وجود مستثمرين على المدى الطويل يعزّز نقل التكنولوجيا والمعرفة، ويسرّع من عملية بناء شراكات استراتيجية بين المؤسسات المحلية والشركات الدولية.

التنمية المستدامة والابتكار كدعائم للتنمية

يرتبط برنامج الإقامة الذهبية في عمان بسياسات أوسع لتعزيز الاستدامة، حيث تُولي الحكومة اهتمامًا لتطبيق معايير صديقة للبيئة في مشروعات البناء والتشييد، ودعم مبادرات الطاقة النظيفة، وتشجيع البحوث والابتكار.

وتشمل الجهود أيضًا برامج تدريبية لبناء قدرات وطنية، وتسهيل شراكات بين الجامعات والقطاع الخاص تبني مشاريع بحثية وتحويل نتائجها إلى منتجات وخدمات قابلة للتسويق.

الإقامة الذهبية في عمان والقطاع الخاص: شراكة استراتيجية

من خلال إشراك القطاع الخاص في تصميم وتنفيذ سياسات الاستثمار، تضمن السلطنة أن تكون النتائج عملية ومُتكيّفة مع متطلبات السوق. وتسمح هذه الشراكة لإقامة جسر بين الجهود الحكومية والقدرات التنفيذية للشركات، مما يؤدي إلى تنفيذ أسرع ومردود أعلى على مستوى الوطن ككل.

مقارنة سريعة مع برامج الإقامة العالمية

تُعد برامج الإقامة الطويلة متاحة في عدد من الدول، لكن ما يميّز خطوة عمان هو ربطها باستراتيجية تنموية شاملة تهدف إلى جذب استثمارات ذات قيمة مضافة. التركيز هنا ليس على منح الإقامة كغرض بحد ذاته، بل على إنشاء بيئة استثمارية تشجع المشروعات المنتجة والمستدامة.

خلاصة: نحو اقتصاد متنوع ومستدام

يشكل إطلاق الإقامة الذهبية في عمان إضافة هامة للمحفظة السياسية والاقتصادية للسلطنة، فمع تكامل مبادرات مثل "الشركات المجيدة" والتحول الرقمي، تتجه عمان نحو إنشاء نظام اقتصادي مرن ومتنوّع. هذه الخطوات تساعد في استقطاب المستثمرين، تمكين الشركات المحلية، وفتح آفاق جديدة للنمو المستدام.

من خلال الجمع بين الحوافز الاستثمارية، الاهتمام بالاستدامة، ودعم الابتكار، تؤسس عمان لبيئة قادرة على المنافسة الإقليمية والدولية، تجعل من الإقامة الذهبية في عمان ركيزة أساسية لمسار التنمية طويل الأجل.

تابع جديد خدمات الخليج عبر Google News